إلى فتاة ألهمتني. تيبّست جوارحي وصارت مشاعري رمال متناثرة. ألعوبة أنا في يد الزمان. يمرّ عليّ فيسخر منّي، أتجرّع السقطات على مضض، يزيد من سخريته، ثم أتعثّر، فيتمادى في جنونه .. في البداية قاومتُه حتى أنهكت قواي. ولما اتّخذتتُ الأمل مهنة أعتاش منها، بدا أكثر عربيدا من أي وقت. قلتُ أضحك، لعلّه يعتبر، فوجدتني منافق أحمق. وهبّت عليّ رياح اليأس تعرّي جسدي المتهرّئ.

في لحظة حرجة أفقتُ على صوتك يناديني. وجدتُ نفسي في أحضانك، لا أدري كيف. وقبل أن أسأل نفسي من تكونين، شرعتِ -دون تكلّف- تُحيي ما تبقّى فيّ من رماد الإنسان. وظننتُ أن الزمان يسخر منّي مجدّدا بأسلوب جديد، إذ أكاد لا أصدّق ما أرى. لكن عينيكِ كانتا ساحرتين فلا تتركان فرصة للشك. وقلبك تلين له الحجارة من شدّة عذوبته. وعقلكِ الذي جمع بين براءة طفلة وحكمة شيخ يحتوي الكون. وابتسامتك السماويّة التي ترقّ لها العظام، اخترقت كياني حتى آمنتُ بك يقينا، إيمانا خالصا لا مجال فيه للكفر.

وقلت في نفسي: ما أجمل السقطات عندما تكونين أنتِ خاتمتها. وكم هو رائع أن أرى الزمان يحمل مسبحة ويرخي لحيته.. إنني أسمع صوتا آت من مكان قريب يقول: أستغفر الله وأتوب إليه.

_ مصدر الصورة: http://goo.gl/a3E3