حان موعد إزالة النقاب عن تجربة شراء كاميراتي من موقع أمازون. كل من يفكر في إقتناء كاميرا رقمية جديدة ستفيده هذه التدوينة بإذن الله لأنها عملية بالدرجة الأولى، و إن لم يكن لديكم نية في الشراء عبر الإنترنت فالتدوينة لا بأس بها كمعلومات عامة. لهذه الكاميرا حكاية; إنتظرتها طويلا و قررت شراءها بعد أشهر من التجارب المخبرية – حسنا، أعتقد أنني أبالغ!

قبل كل شيىء لابد من معرفة الكاميرا التي تناسبك قبل الشروع في دفع أي مبلغ. كنت -عن نفسي- أنوي أن أشتري كاميرا تتيح لي دخول عالم التصوير الرقمي من بابه العريض. أريدها مقبولة الثمن و متطورة بنفس الوقت بحيث تسمح لي بإلتقاط صورا للحشرات الصغيرة التي يصعب رؤيتها بالعين، لكي أشارك بها في تدويناتي في زراعة نت.

إبحث عن طلبك

قرأت كثيرا عن أنواع الكاميرات و مميزاتها و المصطلحات المتعلقة بها. رحتُ أتساءل: ما الفرق بين كاميرا 10 ميغابيكسل و 5 ميغابيكسل؟ ماذا يعني مصطلح ميغابيكلس؟ كيف ألتقط صورا لأشياء صغيرة جدا؟ أي كاميرا تسمح لي بأن أتحكم بجميع خياراتها و ما أهمية ذلك؟ و مثل هذه الأسلئة أمضيت فترة طويلة أبحث عن إجابات لها، إلى أن بدأت معالم الكاميرا التي أريدها تتضح أمامي. فضّلت أن أشتريها من خلال الإنترنت بكل ثقة لما في ذلك من فوائد عديدة – بعكس ما يظن الكثيرون.

حذار من الشبهات

كان لي تجربة في شراء كتاب قبل عام من موقع أمازون الغني عن التعريف. أسعاره جدا ممتازة، ففي حين أن الكاميرا التي إخترتها كانت معروضة فيه بسعر يقل عن 300 دولار، كانت تُباع في المتاجر في كندا بأكثر من 400 دولار، بحسب ردود من كلّفتهم السؤال عنها. كثّفت بحثي على الإنترنت، فوجدها في مواقع أجنبية معروضة بأقل من سعر موقع أمازون بكثير مما أثار في نفسي الشكوك. على الفور إتصلت بصديقي “غوغل” لأقوم ببعض التحريات عن تلك المواقع، فوجدتها لا تعدو عن كونها نصب x غش + إحتيال! أما عن سعرها في الوطن العربي فلم أعرفه، إنما أنا متأكد بأنه سيكون أغلى من أسعار كندا، و هذا ما أكده لي أحد المصورين.

موقع أمازون

الموقع عبارة عن متجر إلكتروني تعرض فيه شركات عديدة سلعها بأسعار متفاوتة. تتنافس تلك الشركات في كسب ثقة الزبائن بأن تؤمن لهم أفضل خدمة، و يقوم الزبائن بالتصويت لصالح أو ضد تلك الشركات التي يشترون سلعها، فيكون ذلك معيارا لمن سيأتي من بعدهم لإختيار الشركة الأنسب. أي هفوة صغيرة أو كبيرة من قبل أي شركة ستجدون أن الزبائن يسجّلونها علنا حتى لا يكون هناك أدنى فرصة للنصب. موقع أمازون هو مجتمع متكافل يسعى الجميع فيه لتحقيق المنفعة لكل من المنتجين و المستهلكين.

يعرض المنتجون أو الشركات سلعهم الجديدة أو المستعملة، فيكون لكل منها سعر خاص. موقع أمازون و الشركات المساهمة فيه لا تشحن الإلكترونيات إلى خارج أمريكا، و تلك كانت العقبة الأساسية أمامي. و حتى الشركات التي تغامر و تدعم شحن الإلكترونيات لأي مكان في العالم لا توفّر الخدمة على طبق من ذهب، إنما تكلفة الشحن تكون باهظة جدا، خاصة إذا تكلمنا عن إلكترونيات أدناها يكلف 100 دولار مثلا و قابلة للتلف أو التصدّع جراء أي خضّة! تصل تكلفة شحن أي كاميرا إلى أي بلد عربي لحدود 100 دولار على أن تصل سالمة ؟؟ بعد شهر أو أكثر ؟؟ إنها مغامرة!

مشكلة موقع أمازون الوحيدة أنه باللغة الإنكليزية، و لابد للمستخدم العربي أن يكون ضليعا بهذه اللغة حتى لا يتوه في غياهب هذا الموقع. و هنا تأتي أهمية اللغة الإنكليزية في دخول معترك التجارة العالمية و التعامل مع الغرب و فهم ما يدور به من أحداث أو الإستفادة من خدماته أو إيصال ثقافتنا إليه إلخ … أستطيع بهذه المناسبة أن أقدم العون لمن ينوي التسوق من موقع أمازون أو غيره. أنا حاضر إن شاء الله لإستفساراتكم.

إشحنها إلى أمريكا

خطر لي أن أشتري الكاميرا و أن أشحنها إلى أحد أقاربي في أمريكا، و من ثم باستطاعته أن يرسلها إليّ مع أحد العائدين إلى لبنان. تكلفة شحن الكاميرا ضمن الأراضي الأمريكية مجانية، بعض الشركات تضيف حوالي 5 دولارات بدل الشحن. تصل الشحنة إلى المكان المحدد في أمريكا بعد أيام معدودة من إتمام عملية الشراء. إذا كان في الكاميرا أي عطل أو خلل يتم إستبدالها من دون أي تكاليف إضافية. بدا لي بأن السماء صافية و أن العصافير تزقزق، توكلت على الله و تم الشراء. إنتظرتها حوالي الشهر حتى أرسلها إليّ قريبي مع شخص أعرفه.

Ship & Shop

لمن ليس لديه أقارب في أمريكا لا يفقد الأمل لأنه لا زال بإمكانه الإستفادة من خدمة تسوق واشحن (الصفحة متاحة باللغة العربية) و هي خدمة Ship & Shop من شركة أراميكس Aramex التي تخولك بمبلغ 30 دولار تقريبا، تشترك به لمدى الحياة، أن تحصل على عنوان بريدي في أمريكا، تقوم بشحن بضائعك و حاجياتك إليه من أي مكان في العالم، و متى وصلت أغراضك إلى ذلك العنوان ستشحنه لك شركة أراميكس تلقائيا إلى بلدك العربي في حال كان مدعوما من قبل الشركة.

عليك بالإشتراك مرة واحدة، إنما أيضا يتوجب عليك أن تدفع تكلفة شحن البضائع التي تصل إلى بريدك، إذ يكلّفك كل كيلوغرام واحد من البضائع التي تُشحن إليك من أمريكا حوالي 18 دولار (راجع القيم المرادفة لبلدك في الصفحة أعلاه). يمكن القول إذن بأن الكاميرا سيكلف شحنها حوالي 18 دولار (هذا إن كان حجمها بحجم كاميرتي) و ستصل خلال أيام قليلة لإستلامها من أقرب مركز لشركة أراميكس في بلدك.

يبقى أن أقول بأن شركة أراميكس هي شركة شحن عالمية شبيهة بشركات مثل DHL و Western Union و Fedex و غيرها.. لم أجرب التعامل معها للأمانة لكنني أنوي ذلك مستقبلا إن شاء الله.

ماذا عن الكاميرا؟

سأخصص لكاميراتي قريبا تدوينة خاصة أتكلم فيها عن مميزاتها و خواصها و السبب الذي جعلني أفضلها على كثير من الكاميرات الشبيهة لها التي تصنّعها الشركات الرائدة في هذا المجال، مثل كانون (Canon) و نيكون (Nikon). أنا سعيد بأنني إخترتها و لم أندم على قراري. لقد وصلتني في الوقت الذي كنت قد اطلعت على كل صغيرة و كبيرة فيها. إستقبلتها من دون خجل و شعرتُ بأنني أعرفها منذ زمن بعيد، و هكذا نشأت بيننا علاقة حميمة أسأل الله أن تدوم. و بما أن التدوين لا يدوم لأكثر من 1000 كلمة، سأنهي كلامي هنا عند حدود الـ 924 كلمة! دُمتم في أمان الله.