قيل أن أسدا و ثعلبا و ذئبا كانوا مجتمعين أمام وليمة متألفة من غزال و أرنب و حمامة. قال الأسد للذئب كيف ترى أن نقسّم الوليمة؟ قال الذئب: لك الغزال و لي الأرنب و للثعلب الحمامة. فوثب الأسد عليه فقطع رأسه.

– قال الأسد للثعلب: وكيف ترى أنت أن نقسّم الوليمة؟

– قال الثعلب: خذ أنت الغزال و الحمامة و الأرنب.

– فقال الأسد: أحسنت، و كيف جائتك هذه الفكرة الحكيمة؟

– قال: أخذتُ العبرة من رأس الذئب المقطوع.

.
.

قصة الأسد و الذئب و الثعلب،
من كتاب: كلية و دمنة،
لـ إبن المقفّع.

 يمكن تحميل الكتاب بإمتداد pdf من هذا الرابط المباشر – إضغط بيمين الفأرة ثم إختر “حفظ بإسم”. كذلك الكتاب متوفر للتحميل بصيغة يمكن تشغيلها في برنامج الوورد في هذه الصفحة.
 

إستطراد

كتاب كليلة و دمنة مليئ بالحكم و العبر و القصص التي تعتمد بشكل أساسي على الرمزيّة (symbolism)، واستُخدمت الحيوانات كرموز في جميع قصص الكتاب. الوعظ المباشر قد يكون ثقيلا على الآذان، خاصة إن كان من نخاطبه فرعونا من الفراعنة! هنا تكمن أهمية القصة التي تعيد صياغة المواعظ بطريقة ممتعة مسلّية يستسيغها عقل من كان له قلب أو ألقى السمع فهو شهيد.

أجب بصدق: ذئب أم ثعلب؟