لستُ أدّعي الفصاحة و لن أفعل ذلك.. لكن يحزنني أن أجد اللغة العربية ركيكة عند البعض بالرغم من حيازتهم على شهادات جامعية. ما أطرحه في هذه التدوينة قواعد بسيطة في اللغة أجدها شائعة على الإنترنت. فلتكُن هذه التدوينة ثورة لإصلاح اللغة التي تُستخدم في المنتديات والمدونات.

1- أول الملاحظات حرف الهاء. لا أدري إن كانت المشكلة ناتجة عن خطأ في لوحة المفاتيح -الكيبورد- عند البعض أم عن عدم إلمام بكيفية كتابة هذا الحرف بشكل صحيح.

الحمد للة

هل كلمة الله تُكتب بالتاء المربوطة أم بالهاء؟ كلمات كثيرة أخرى ينطبق عليها هذا الكلام.

ثم تأتي من بعد ذلك الياء: أين اختفت النقطتان من تحتها؟ لماذا أصبح المُرضي من المَرضى؟ هذه المشكلة أجدها بشكل خاص عند المستخدمين المصريين. لهذا ذكرت آنفا أن الخطأ يمكن أن يكون مصدره لوحة المفاتيح لأنه لا يعقل أن الجميع يقع فيه.

2- كذلك التاء أسيئ استخدامها بشكل كبير. إذا قال أحدنا “مُحمّد” يُتبعها بـ “عليه الصلات و السلام” أو يُتبعها بما هو أنكى من ذلك “عليه الصلاط و السلام”. هذا المستوى من الكتابة أدنى من مستوى طفل في المراحل الأولى من رحلته التعليمية، ولا أعتقد أن للمثقفين عذر إذا وقعوا بمثل هذه الأخطاء المستفزّة (وليس المستفزّا). أما الصحيح قوله هو: محمّد عليه الصلاة و السلام.

3- أتيكيت كتابة الواو. هناك فرق بين كلمة “ولي” و كلمة “و لي“. الأولى تخص وليّ الله و الثانية تخصّ عصا سيدنا موسى عندما قال: و لي فيها مآربُ أخرى.

علاقة الحب غير الشرعية هذه بين حرف العطف الواو و ما يتلوه من كلمات لابد من إنهائها. حرف العطف هذا لا يمكن أن يكون جزءا من كلمة أخرى. لذا لا تحشره و باقي الكلمات في صعيد واحد و تذكّر أن هناك إختراع إسمه space موجود في لوحة المفاتيح – الكيبورد – و لابد من إستخدامه متى ما اعترض حرف الواو طريقك.

ربما الحالة الوحيدة التي تكتب فيها الواو ملحقه بالكلمات التي تليها هي عندما تتبعها ألف ساكنة، مثل: واذكُر في الكتاب، واعفُ عني، واستُر عوراتنا.. و أيضا بالطبع عندما تكون جزءا من أول الكلمة، مثل: ولد، وليد، وديع، واسع إلخ …

4- لابد من تشكيل الأحرف متى تطلب الأمر ذلك. فالشدّة تُعتبر حرفا كباقي الأحرف. لكن بما أنه لا يوجد من يعقّب على أخطائنا على الإنترنت، يتم تجاهلها في كثير من الأحيان. أما الضمة و الفتحة و الكسرة و السكون فهي حركات إنقرضت في حين أن استخدامها مطلوب في كثير من الجمل لتوضيح معنى الكلمات و فهمها بشكل أسرع. خذ هذا المثال وانظر كيف أن للحركات دور مهم في توضيح المعنى:

إنما يخشى الله من عباده العلماء ((سورة فاطر، الآية 28))

في الآية القرآنية السابقة هناك كلمة قد تقلب معنى الآية 180 درجة إذا ما حُرّكت بشكل خاطئ. كلمة “الله” إما أن تُكتب اللهَ و هو المعنى الصحيح، و إما أن تُكتب اللهُ و نكون قد وضعنا أنفسنا في مأزق كبير! إذا قلنا اللهُ (بالضمة) فإن الآية ستعني أن الله يخشى من عباده، وهذا بالطبع كلام خاطىء لا جدال فيه.

و الحديث عن حرف الألف يقع ضمن هذا السياق، إذ لا يمكن أن نتجاهل الفرق بين الألف المفتوحة و الألف المكسورة و الألف الساكنة. أليست كلمة واد (الوادي) تختلف عن كلمة وَأدَ (أي قتل المولود)؟

الضمة Shift + E
الفتحة Shift + Q
الكسرة Shift + A
الشدة Shift + `
أ Shift + H
إ Shift + Y

5- جاء دور الفاصلة التي أصابها إنفصام في شخصيتها. تارة هي إنكليزية الهوى, و طورا هي عربية، فادعوا لها بالهداية!

إضغط على Shift + K و ستُحل المشكلة ،،،،

حسنا، هذا فراق بيني و بينكم. حبذا لو أكملتم عني النصائح. أما أنا فأكتفي بهذا القدر من الأفأفة.

هديّة

كتاب: من الذي قدّد البيان. يعرض لأهم الأخطاء اللغوية و النحوية [تحميل الكتاب]