لم يعد الأمر مستحيلا. خطوات تتبعها و ستجد أن موقعك \ مدونتك تحذو نحو العالمية. أقولها عن تجربة في هذا المجال. ستكون هذه سلسلة أتطرق فيها إلى كيفية إستقطاب الزوار لموقعك بطرق سهلة رخيصة جدا. قُل مثلا 5000 زائر يوميا. هل هذا كاف أم تريد المزيد؟

بداية خاطئة

1- مفاهيم الخاطئة، متى ما تخلينا عنها سيُكتب لنا النجاح الحقيقي بإذن الله. لذا، أسِّس موقعك بشكل صحيح كما تؤسَّس المساجد على التقوى. إذا شعرتَ بالبهجة عندما قلتُ “5000 زائر يوميا” فهذا يعني أن موقعك لا يُرجى منه النجاح! لقد ضحكت عليك! لا يوجد شيئ إسمه “طرق سهلة رخيصة”. إن كان كل ما تفكر به هو عدد الزوار الذين سيدخلون موقعك أو عدد الأعضاء الذين سيسجلون في منتداك فلا تتعب نفسك في هذا …

2- وسائل رخيصة – هي ثقافة بعض مدراء المواقع الذي ينشرون إعلانات لمواقعهم في كل مكان، إما بوضع بانر لفتاة شبه عارية أو إعلان يكون فيه لعب على الكلام، مثل “للبالغين فقط”، فيتحايلون على الناس ثم يأتوا في اليوم التالي فيقولون بحماسة شديدة: يدخل موقعي 5000 زائر يوميا و تكلفة الإعلان لدي 50$ شهريا. هيا يا مُعلنين!

3- وسائل رخيصة أخرى هي تلك التي يعتمد فيها مدراء المواقع على رسائل السبام البريدية. تذكّر أن إستقطاب الزوار لموقعك بالقوة أقبح من عمل الشحاذين!

4- أي كلام. النسخ و اللصق لا يجعل من موقعك متميّزا. المواقع التي تنجح هي تلك التي تبذل جهدا في العطاء، أما التي تظن بأنها ستنمو على أنقاض مواقع أخرى فلا رجاء منها. إن كان لديك ما تقوله فتفضل هذا فضاء الإنترنت مفتوح للجميع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيرا أو ليصمُت.. ((رواه البخاري و مسلم. إقرأ الحديث كاملا.))

5- إذا أردت أن تستفيد ماديا من موقعك فلا تتبع أساليب “اللف و الدوران”، ألا يستحق زوار موقعك القليل من الإحترام؟ إذا أردتهم أوفياء لك كُن وفيّا إليهم.

تصحيح المفاهيم

1- التصحيح إذن يكون بالنظر إلى فعالية زوار موقعك و مدى القدرة على الإستفادة منهم. و تذّكر أنك أنت من يربّي زوار موقعك و يوجههم إلى المكان الصحيح. أنت من يجبرهم على السلبية و أنت من يعوّدهم على الإيجابية. إذا كنتَ -أعذرني على هذا التعبير- “شحّاذا” فتوقع شُحّا في العطاء، و إن كنت تحرص على إستقطاب المخلصين الواثقين بموقعك بحيث يقدموا لك كل ما لديهم عن طيب خاطر، عندها أضع يدي بيدك و أقول: أنت على السكة الصحيحة.

2- إجعل من موقعك معلما يتسابق الناس لرؤيته، يتسابقون لتعريف الناس به، يتسابقون لبنائه بشتى الطرق، لا لهدمه بتعليقات و مشاركات لا تُغني و لا تسمن من جوع، كالعبارة المتربّعة على عرش المنتديات العربية: “مشكووووووووووور” فقط لأنك تُجبر زوارك بالرد على مواضيع منتداك أو التسجيل فيه قبل تحميل الملفات المرفقة! و قس على ذلك ..

3- النوعية النوعية النوعية ثم الكميّة.

كلامي نظري و جاف، أعلم هذا. هناك كلام في الصميم آت بإذن الله، فلا تستعجلوه. قبل الإقدام على أي خطوة عملية لابد من التركيز على مفاهيم يؤمن بها أصحاب المواقع و تترسخ في أذهانهم لتصاحبهم في مسيرة تطوير مواقعهم، كما هو حال معظم الأحكام الشرعية (كالحجاب و الجهاد مثلا) – لم تُفرض إلا بعد هجرة الرسول عليه الصلاة و السلام إلى المدينة، بعد أن كانت المسائل العقائدية (كالإيمان بالله الواحد) ترسّخت في أذهان الصحابة رضي الله عنهم في مكّة. ها؟ هل نسيتُ شيئا؟

🙄